MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية" 29/10/2015
نافش الطالب الباحث عبد المنعم لزعر
يومه الاربعاء 28 اكتوبر 2015 على الساعة السادسة مساء
بجامعة محمد الخامس الرباط كلية الحقوق اكدال
اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام
تحت عنوان " ظاهرة الجمع بين الانتدابات الانتخابية دراسة في واقع الممارسة البرلمانية بالمغرب"
تحت اشراف الدكتور امحمد الداسر
وقد ترأس لجنة المناقشة الاستاذ الدكتور الحسان بوقنطار
وعضوية
السادة الاساتذة
الدكتور عبد الرحيم منار السليمي
والدكتور عبد العالي حامي الدين
والدكتور حسن طارق
والدكتور رشيد المدور
وبعد المداولة قررت اللجنة منح الطالب لقب دكتور في الحقوق بميزة مشرف جدا مع توصية بالنشر
اسمحوا لي، أساتذتي الكرام أن أقول أنه مهما تهافتت على مساحات واجب الشكر الكلمات، وسبح لساني في بحر العبارات ما وجدت سبيلي في تحصيل واجب الشكر وكمال العرفان، الذي يستحقه أستاذي الدكتور امحمد الداسر، الذي تفضل برعايتي علميا على امتداد زمنية اعداد هذه الاطروحة، فلك مني شكر الشكر وامتنان الامتنان، والشكر كذلك، بنفس النفس وبكل نفيس الكلمات للاستاذ الجليل الدكتور الحسان بوقنطار الذي قبل تحمل عناء رئاسة لجنة مناقشة هذه العمل، حبا منه في البحث العلمي ومن أجل البحث العلمي، والشكر كذلك، بنفس الصدق ونفس الاحساس، للسادة اعضاء لجنة المناقشة أساتذتي الدكتور عبد الرحيم منار السليمي والدكتور عبد العلي حامي الدين والدكتور حسن طارق والدكتور رشيد المدور فجميعهم ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في بناءات هذا البحث، أشكركم جميعا شكرا خاصا مع التسليم بأني سأظل مقصرا في بلوغ واجب الشكر وتحصيل كمال العرفان.
واسمحولي كذلك، أن أوجه شكري لجميع الحاضرات والحاضرين ولكل من ساهم من قريب أو من بعيد في بناءات هذا البحث حتى صاغ شكله النهائي.
بعد واجب الشكر أقول: أن النظريات التي أخذت من سؤال واقع الممارسة البرلمانية بالمغرب، منطلقها ومحور تحليلاتها، قد تبدو مازالت صالحة لمعالجة واقع الممارسة الراهن، مادامت التربة المغذية لفرضياتها وإشكالياتها تحتفظ بخصوبتها وقابليتها لإعادة إنتاج نفس الخلاصات، لكن دراسة الظواهر السياسية، تتطلب باستمرار الإنفتاح على مقاربات بديلة، من أجل مسايرة دينامية البناء والتشكل التي تعرفه المؤسسات والظواهر، وبذل مجهود فعلي للابتعاد عن حكم القيمة، من أجل الإقتراب من حكم الواقع، واقع الممارسة البرلمانية كما تعبر عنه بنفسها، في لحظة بنائها ولحظة تشكلها من جديد.
فعلى امتداد زمنية من البحث والملاحظة لحركات الفعل والسلوك داخل مجلس النواب،[1] استوقفت الباحث جملة من العناصر الفاعلة في برمجة صورة البرلمان ورسم واقعه، من قبيل الكراسي الفارغة، والترحال من فريق إلى فريق، والحضور اللافت للنزعة المحلية في الخطاب والفعل البرلمانيين...، هذه النماذج شكلت عينة من فيض العناصر العائمة في فضاء برلماني تصنعه الرموز ويصنعها.
وفي نفس الاطار، وبمناسبة استعراض حصيلة دورة ابريل 2009 من الولاية التشريعية 2007 -2011، والتي تزامنت مع إجراء الانتخابات الجماعية لـ12 يونيو 2009، صرح الوزير السابق المكلف بالعلاقات مع البرلمان السيد سعد العلمي في حوار له مع أحد المنابر الصحفية قائلا: " إنصرف غالبية البرلمانيين إلى الاهتمام بشكل شبه تام بالاستحقاقات الانتخابية وتخلوا عن القيام ببعض واجباتهم البرلمانية، فكانت النتيجة متواضعة".[2] اعتمادا على الأسلوب التخميني البسيط، بدا للباحث - أن الأمر يتعلق بمنظومة مركبة البناء والرموز، تتمثل في الجمع بين الانتدابات، هي من تصنع صورة البرلمان، وتشكل واقعه، لكن التخمين ليس أسلوب البحث العلمي في التعرف على الظواهر السياسية، التي تتطلب طرح أسئلة محددة ودقيقة،[3] وجمع البيانات والعناصر والوقائع حولها، وتحليلها وفق زوايا نظرية متجددة، ومفاهيم تنبع من نفس المعين النظري، وأدوات منهجية منسجمة مع منطق التحليل للوصول إلى نتائج بعيدة عن حكم القيمة، قريبة من حكم الواقع.
من هذه النقطة، صاغ البحث إشكاليته الرئيسية، وهي على الشكل التالي: تعاني الممارسة البرلمانية في السياق المغربي من انحرافات وظيفية جوهرية أصبحت توجه أدوار البرلمان ووظائفه إلى خدمة مصالح ورهانات منفصلة عن حقل المؤسسة البرلمانية، ومناقضة لمضمون فلسفة تمثيل الأمة، فكيف تساهم منظومة الجمع بين الانتدابات الانتخابية في تشكيل هذا الانحراف وتعزيزه؟
للإجابة عن عناصر الإشكالية المركزية والأسئلة النظرية والوصفية المتفرعة عنها، في ضوء ما حملته القراءة الأولية لمراجع البحث من تصورات وأفكار وعناصر، انطلقت هذه الدراسة من فرضيات أولية ضابطة، أبرزها تلك القائلة بأن: "التهافت على الجمع بين الانتدابات يحمل مخاطر حقيقية بفعل تأثيرات منظومة الجمع على المستوى التمثيلي والتشريعي والرقابي، هذه المخاطر قد تهدد مستقبل الممارسة البرلمانية بالمغرب، وتؤثر على مصداقيتها وصورتها أمام ناخبي الأمة وأمام الرأي العام".
ومن أجل الحيلولة دون سقوط هذا البحث رهينة صعوباته، اخترنا اعتماد مقاربات تفاعلية متنوعة، تتجاوز المقاربات التبسيطية التي تحلل الظواهر السياسية بمعطيات سياسية أو دستورية أو قانونية، وتقترب أكثر من عمق الظواهر، من خلال سبر غور عمق ظاهرة الجمع بين الانتدابات للوصول إلى قاعدتها السوسيولوجية، وإلى منظومتها وتفاعلاتها وتجلياتها وتأثيراتها على المستوى البرلماني
انطلاقا من العناصر المذكورة، فقد اقتضت منا مقتربات البحث وبناءاته تقسيم الموضوع إلى قسمين:
القسم الأول: عنوناه بـ منظومة ظاهرة الجمع بين الانتدابات الانتخابية
القسم الثاني: عنوناه بـ تأثيرات ظاهرة الجمع بين الانتدابات الانتخابية وتجلياتها البرلمانية
***********************
من خلال هذين القسمين وعلى امتداد أربعة فصول وثمانية مباحث وتسعة عشرة مطلبا وثمانية وأربعين فرعا، من الدراسة والتحليل خلصت الأطروحة إلى أن:
إن نمو ظاهرة الجمع بين الانتدابات وتجدرها في تربة المشهد السياسي والانتخابي بالمغرب، كانت له نتائج وتأثيرات، سواء على مستوى بناءات اللعبة السياسية والانتخابية أو على مستوى طبيعة وظائف وأدوار البرلمان.
قبل الختم أقول إن دراسة ظاهرة الجمع بين الانتدابات ليس سوى مدخلا من المداخل الممكنة لتحليل وضع وواقع الممارسة البرلمانية بالمغرب، والمقاربة المعتمدة في التحليل لم تتمكن من رصد سوى جزء من كل العناصر الفاعلة في برمجة صورتها ورسم واقعها. راجيا من الله أن تكون هذه المحاولة قد وفقت في الخروج بتقييم موضوعي وتشريح دقيق لأهم الانحرافات التي تخترق العمل البرلماني والتأثيرات التي تمارسها هذه الانحرافات على صورة المؤسسة البرلمانية وهويتها ومستقبلها.
مرة أخرى، أجدد شكري وامتناني لأساتذتي اعضاء لجنة المناقشة ولجموع الحاضرين على تفاعلهم وحسن اصغائهم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
[1] - في إطار تدريب بمجلس النواب ضمن برنامج دعم أعمال البرلمان تحت إشراف المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية ( NDI ) بشراكة بين مجلس النواب وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة محمد الخامس الرباط اكدال.
[2] - سعد العلمي، حوار مع جريدة المساء، عدد 874، بتاريخ 13-07-2009، وجريدة أخبار اليوم المغربية، عدد 118، بتاريخ 16-07-2009.
[3] - أنتوني غدنز: علم الاجتماع، ترجمة وتقديم الدكتور فايز الصياغ، المنظمة العربية للترجمة، مؤسسة ترجمان، توزيع مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، أكتوبر 2005، ص 667.